انطلاقًا من رسالتها في دعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تسهم في بناء شخصية متكاملة للطلبة وربطهم بتراث المملكة الأصيل، نظّمت جامعة الجوف ممثلة بعمادة شؤون الطلاب، ضمن أنشطة البرنامج الصيفي للعام الجامعي 1447هـ، ورشة عمل متخصصة لتعليم فن العرضة السعودية، أحد أهم الفنون الشعبية التي تمثل رمزًا للفخر والانتماء والوحدة الوطنية.

واستهدفت الورشة طلاب الجامعة وأفراد المجتمع، حيث تضمنت محاورها تعريفًا شاملاً بتاريخ العرضة السعودية ودلالاتها الوطنية والاجتماعية، وشرحًا لأصولها التي تعتمد على تنظيم الصفوف بانسجام وتناسق، واستعراضًا للزي الرسمي المميز المكوَّن من الثوب والشماغ والدقلة، إضافة إلى الأدوات التراثية المرافقة مثل السيف. وأدوار المؤدين ما بين الشاعر الذي يلقي الأبيات الحماسية، والصفوف التي ترددها بإيقاع جماعي ينسجم مع حركات الأداء.

وتخلل الورشة جانب عملي أتاح للمشاركين فرصة التدريب المباشر على مهارات الأداء، بإشراف مختصين، في أجواء تفاعلية عكست الحماس والاعتزاز بالهوية الوطنية، وأسهمت في غرس قيم الترابط الاجتماعي والانتماء بين أفراد المجتمع.

وأكد سعادة رئيس الجامعة، أ.د.  محمد بن عبد الله الشايع أن تنظيم هذه الورشة يأتي في إطار حرص الجامعة على إحياء الموروث الثقافي السعودي وتعزيز حضوره في وجدان الأجيال، مشيرًا إلى أن الجامعة تعمل على ترجمة أهداف رؤية السعودية 2030 في محور "مجتمع حيوي" عبر أنشطة نوعية تعكس التنوع الثقافي للمملكة وتربط الطلاب بماضيهم المجيد، بما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية وتطوير المهارات الثقافية والاجتماعية لديهم. وصون الموروث الثقافي وتعزيزه كجزء من جودة الحياة، ودعم السياحة الثقافية، وبناء مجتمع حيوي معتز بتاريخه وقيمة.

والجدير بالذكر أن فعاليات هذه الورشة تندرج ضمن خطة الجامعة الاستراتيجية الرامية إلى جعل الأنشطة الثقافية جزءًا أساسيًا من التجربة الجامعية، إلى جانب دورها التعليمي والبحثي، مؤكدًا أن الجامعة ستواصل تنظيم البرامج التي تجمع بين التعليم، وتنمية المهارات، وتعزيز الانتماء للوطن، ودعم السياحة الثقافية في المنطقة.

واختتمت الورشة وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين عبّروا عن تقديرهم لجهود الجامعة في تقديم برامج تثري المعرفة وتنمي المهارات وتحيي الفنون الأصيلة، لتبقى جامعة الجوف منارة للعلم والثقافة ومصدر فخر لأبناء المنطقة.