جامعة الجوف، ممثلة في كرسي الأمير نواف بن عبد العزيز للتنمية المستدامة، تنظم محاضرة علمية بعنوان "الكتابات العربية القديمة بمنطقة الجوف"
في إطار رسالتها في خدمة التراث الوطني وتعزيز الهوية التاريخية لمنطقة الجوف، نظّمت جامعة الجوف- ممثلة في كرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز للتنمية المستدامة- محاضرة علمية بعنوان "الكتابات العربية القديمة بمنطقة الجوف" قدّمها المتخصص في تاريخ النقوش والكتابات العربية القديمة أ.د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، و المستشار في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك في مقر الجامعة، بحضور أعضاء هيئة التدريس، وعدد من الباحثين والطلاب والمهتمين بالتاريخ والآثار.
وبهذه المناسبة، استقبل سعادة رئيس الجامعة، أ.د. محمد بن عبدالله الشايع سعادة أ.د. أ.د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، وأهداه درع الجامعة؛ تقديرًا لجهوده، وعبر سعادة رئيس الجامعة عن اعتزازه باحتضان الجامعة لهذه المحاضرة النوعية، مؤكدًا أن الاهتمام بالموروث الثقافي المكتوب في الجوف يمثل جزءًا مهمًا من رسالتها في بناء منظومة معرفية واجتماعية راسخة. وأضاف سعادته بأن النقوش المكتشفة في الجوف شاهدًا حضاريًا حيًا على عمق المنطقة التاريخي، وإن اهتمام الجامعة بدراسة هذه الآثار ودعم الباحثين المتخصصين يعكس دورها في خدمة الوطن علميًا وثقافيًا، وانسجامها مع رؤية 2030 في حفظ التراث وتعزيز الانتماء الوطني.
استعرض البروفيسور الذييب خلال المحاضرة تاريخ الكتابات العربية القديمة في الجوف، موضحًا أن المنطقة تُعد أحد أهم مراكز التوثيق اللغوي الأثري في شمال الجزيرة العربية، بما تحتويه من نقوش متنوّعة ساهمت في فهم مراحل التطور الكتابي والحضاري عبر العصور.
وقد تناولت المحاضرة أربعة محاور رئيسية، جاءت على النحو الآتي:
- الكتابات النبطية ودورها في نقل البنية اللغوية وتطور الخط.
- الكتابات الثمودية وما عكسته من تفاصيل الحياة القبلية والاجتماعية.
- الكتابات الصفائية وانتشارها بين طرق التجارة والمسارات الصحراوية.
- أنماط ونقوش عربية أخرى تعبّر عن التبادلات الثقافية والدينية والسياسية في المنطقة.
وأشار سعادته إلى أن ما تحتضنه منطقة الجوف من شواهد ونقوش تاريخية يشكّل ثروة معرفية وحضارية تستحق المزيد من البحث والدراسة والتوثيق، مشيرًا إلى أن هذه الشواهد تسهم في إبراز إسهام الجوف في تاريخ الجزيرة العربية، وتدعم جهود المملكة في حفظ التراث الوطني والتعريف به على المستويين الإقليمي والدولي.
جاءت هذه المحاضرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تؤكد توجه الجامعة نحو الاستثمار المعرفي في التراث الوطني، ومن أبرزها:
• تعزيز الوعي بتاريخ الجوف وإبراز الإرث الكتابي المكتشف في مواقعها الأثرية.
• دعم الدراسات المتخصصة في التراث المادي ضمن مسار التنمية المستدامة بالجامعة.
• توثيق الروابط الأكاديمية بين الجامعة والمراكز البحثية المتخصصة في التاريخ والآثار.
• تحفيز الطلاب والباحثين لخوض مشروعات علمية مرتبطة بالنقوش العربية القديمة.
كما تنسجم هذه الفعالية مع أهداف الجامعة في تعزيز الشراكة المجتمعية، من خلال إتاحة المعرفة التاريخية والبحثية للمجتمع، وربط الجيل الناشئ بجذوره الثقافية وحضارته العريقة، بما يدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 في المحافظة على التراث الوطني، وتعزيز الانتماء الوطني، وتوظيف المكوّنات التاريخية والثقافية في خدمة التنمية والسياحة والاقتصاد المعرفي.
تجسّد هذه الفعالية توجه جامعة الجوف لتعزيز البحث العلمي في مجالات التراث واللغة والتاريخ، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية صون التراث الوطني، وتوثيق عناصر الهوية، وتحويل المعرفة التاريخية إلى قيمة تنموية مستدامة. كما يعكس تنظيم كرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز للتنمية المستدامة لهذه المحاضرة دوره في دعم العلوم الإنسانية والبحث الأثري، بما يسهم في إنتاج المعرفة الأصيلة وربطها بالتطور الحضاري الذي تعيشه المملكة.
وقد أكد المشاركون على أن هذا النوع من البرامج العلمية يفتح آفاقًا جديدة للباحثين، ويثري الحراك المعرفي داخل الجامعة، ويسهم في خلق مسارات بحثية مستقبلية ترتبط بالهوية السعودية، وتدعم توثيق تاريخ المنطقة باعتباره ركيزة من ركائز التنمية الثقافية.
وتأتي هذه المحاضرة في سياق توجّه جامعة الجوف الاستراتيجي نحو دعم البحث العلمي المتخصص في مجالات التاريخ والآثار والهوية الوطنية، وتعزيز دور الجامعة كمركز معرفي يخدم تنمية المنطقة، عبر فتح آفاق بحثية جديدة أمام الباحثين وطلاب الدراسات العليا، وتشجيع مشروعات التوثيق والدراسات الميدانية ذات الصلة بالتراث المادي واللامادي لمنطقة الجوف.


