برعاية سعادة رئيس جامعة الجوف، أ.د. محمد بن عبدالله الشايع، الجامعة تحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، بفعاليات شاملة، ومبادرات رائدة، وتعزيز لمكانة الجامعة في بناء بيئة تعليمية عادلة وشاملة تواكب رؤية 2030
برعاية سعادة رئيس جامعة الجوف الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالله الشايع، نظّمت الجامعة احتفالية نوعية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، في حدثٍ أكد التزام الجامعة الثابت بترسيخ مبدأ الشمولية، وتعزيز جودة الحياة الجامعية، وتوفير خدمات متكاملة تدعم الطلبة ذوي الإعاقة أكاديميًا واجتماعيًا وتقنيًا وصحيًا، انسجامًا مع توجّهات رؤية المملكة 2030، ومع الأهداف الاستراتيجية للجامعة التي تضع الطالب في قلب خططها وبرامجها.
شهدت الفعالية معرضًا مصاحبًا ضم مجموعة من الأركان، مثَّلت كل جهة منها جزءًا من منظومة الدعم الشامل التي بنتها الجامعة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة:
١- ركن البحث العلمي
استعرض التطور المتسارع في عدد الأبحاث العلمية المتخصصة في مجالات دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تعكس توجه الجامعة نحو تعزيز الإنتاج البحثي المرتبط بخدمة المجتمع، ضمن هدفها الاستراتيجي في رفع جودة البحث العلمي وتوجيهه نحو الأولويات الوطنية.
٢- ركن مبادرة “قادر لتحدي الإعاقة” ومبادرة “مستشارك”
وقد أطلقت بالتعاون مع كرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز للتنمية المستدامة، وتقدم خدمات استشارية، تربوية، ونفسية. وهي ترجمة عملية لهدف الجامعة في تعزيز المسؤولية المجتمعية وشراكات التنمية الوطنية.
٣- ركن عمادة القبول والتسجيل
قدّم نماذج من خدمات التهيئة الأكاديمية وتسهيل الإجراءات، بما يدعم تحقيق هدف الجامعة في تحسين رحلة الطالب الجامعية وضمان تكافؤ الفرص.
٤- ركن التعليم الإلكتروني
عرض مشاريع الوصول الرقمي وتقنيات دعم التعلم الإلكتروني للطلبة ذوي الإعاقة، انسجامًا مع هدف الجامعة في تطوير بنية تقنية متقدمة تدعم الابتكار والتحول الرقمي.
٥- ركن معامل العلاج الطبيعي بكلية العلوم الطبية التطبيقية
قدّم معلومات حول برامج التأهيل والعلاج الداعمة، وهو ما يتوافق مع هدف الجامعة في تعزيز الصحة والرفاه الجامعي وتقديم خدمات داعمة للطالب.
٦- ركن الابتكارات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة
ضم ابتكارات طلابية وتقنية، تؤكد اهتمام الجامعة بتنمية ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتحقق هدفها الاستراتيجي في تمكين المبدعين وتطوير منظومة الابتكار الجامعي.
٧- ركن عمادة شؤون الطلاب
عرض أعمال الطلبة من ذوي الإعاقة في الفن، والمشغولات اليدوية، والتحنيط، والتصوير، ليعكس قدرة الجامعة على اكتشاف المواهب وتنمية المهارات وبناء شخصية الطالب المتكاملة.
وقام سعادة رئيس الجامعة بجولة تفقدية لأركان المعرض، اطّلع خلالها على الخدمات المقدمة، مشيدًا بجهود منسوبي الجامعة في تعزيز الشمولية، ومؤكدًا أن الجامعة تتبنّى مبدأ "الإنسان أولًا" في مختلف برامجها وخططها.
بدأ الحفل بالسلام الملكي، ثم تلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها عرض مرئي أبرز جهود الجامعة في تسخير بنيتها الأكاديمية والتقنية والإنسانية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال التهيئة الشاملة للمرافق، وتطوير الأنظمة التعليمية، وتفعيل المبادرات النوعية.
بعدها أُلقيت كلمة نيابة عن الطلاب ذوي الإعاقة، ألقاها الطالب : مساعد بن قاطن الرويلي عبّرت عن تقديرهم للدعم والرعاية التي يجدونها في الجامعة، وجاء فيها:
" نشكر جامعة الجوف لأنها آمنت بنا قبل أن يرانا الآخرون. آمنت بأن الطاقة الإنسانية لا يمكن أن تُختزل في قدرة جسدية، ولا أن تُقاس بحركة أو حاسة، بل تُقاس بعمق الإرادة، واتساع الحلم، ونقاء الإصرار.
لقد وجدنا في رحابها بيئة تتسع للجميع، لا تُقصي أحدًا، ولا تترك طالبًا خلف حدود الحاجة. وجدنا فيها قاعات مهيّأة، وخدمات مساندة، ودعمًا تقنيًا وأكاديميًا، يخفف عبء الطريق ويزيد قوة العزم. وجدنا فيها من يسمعنا قبل أن نتحدث، ومن يشعر بتحدياتنا قبل أن نعبّر عنها.
ولعل أجمل ما وجدناه هو هذا الاهتمام الكبير من قيادة الجامعة، وعلى رأسها سعادة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالله الشايع، الذي لم يكن دعمه مجرد توجيه، بل كان روحًا تُلهِم، ورعاية تُطمئِن، وإيمانًا بأن لكل طالب منا مكانه المستحق، وفرصته التي لا تُنتزع، وحقه في أن يعيش تجربته الجامعية كاملة غير منقوصة.
ووجه الطالب كلمته لسعادة رئيس الجامعة قائلًا :
"سعادة رئيس الجامعة … شكراً لأنكم جعلتم من التمكين واقعًا، ومن الدمج ممارسة يومية، ومن الإنسان ـ كل إنسان ـ مركزًا لكل خطط الجامعة وتوجهاتها. شكراً لأنكم ساعدتمونا ألا نرى إعاقتنا حاجزًا، بل نراها جزءًا من قصتنا التي نصنع بها أثرًا ونبني بها وعينا ونُهدي بها وطننا مستقبلًا أبهى"
بعد ذلك، دشّن سعادة رئيس الجامعة منصة “مُمكّن”، وهي منصة شاملة لدعم تمكين الطلبة ذوي الإعاقة، وتقديم خدمات أكاديمية واستشارية متخصصة، انطلاقًا من:مبدأ تكافؤ الفرص وتعزيز الشمولية في التعليم الجامعي وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع ممكن وشامل
وتهدف المنصة إلى:
- توفير بيئة مهيئة وداعمة للطلبة ذوي الإعاقة.
- تعزيز التكامل المؤسسي بين الكليات والعمادات
- تقديم خدمات استشارية وتدريبية للطلبة وذويهم.
- تخطيط وتنفيذ برامج وأنشطة تنموية تعزز الاندماج الجامعي والمجتمعي.
تدشين مبادرة "موائم"… محتوى تعليمي بلا عوائق
كما دشّن سعادته مبادرة "موائم" التي تُعد نقلة نوعية في جودة التعليم الإلكتروني بالجامعة، حيث تهدف إلى:
- تحويل المحتوى الرقمي إلى محتوى متاح وفق معايير W3C – WCAG
- توفير محتوى يتناسب مع جميع الفئات
- رفع جودة تجربة التعلم الإلكتروني
- دعم التحول الرقمي بما يحقق أهداف الجامعة الاستراتيجية
وتمثل مبادرة "موائم" خطوة مهمة في بناء ثقافة مؤسسية مستدامة تعتمد الوصول الرقمي الشامل كركيزة أساسية في العملية التعليمية.
ألقى سعادة رئيس الجامعة كلمة شاملة عبّر فيها عن عمق التزام الجامعة بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وقال فيها:
"إن احتفاء جامعة الجوف بهذا اليوم العالمي ليس مجرد فعالية سنوية، بل هو تأكيد على أن الإعاقة لا تقف أمام الإبداع، ولا تعيق العطاء، ولا تمنع الإنسان من المساهمة في بناء وطنه. بل إن التحديات تصنع شخصيات أقوى، وإرادات أعمق، وإبداعًا أكبر."
كما رفع سعادته الشكر للقيادة الحكيمة:
"يشرفني أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد — حفظهما الله — على ما يولونه من دعم كريم لهذه الفئة الغالية، من خلال برامج نوعية وتشريعات محفّزة ومبادرات وطنية تجسّد رؤية المملكة 2030 في تمكين الإنسان ليكون محور التنمية وأساسها."
وأشار سعادته إلى أن الجامعة تبنّت دعم الأشخاص ذوي الإعاقة كمسؤولية وطنية وإنسانية:
"لقد عملت الجامعة على تطوير منظومة دعم كاملة تشمل تهيئة المرافق، وتوفير التقنيات المساعدة، وتقديم الاستشارات، وإتاحة الفرص التطوعية والمبادرات التفاعلية، إيمانًا بأن كل طالب يستحق بيئة تعليمية عادلة، وشاملة، ومحفزة على التميز."
كما ربط سعادته ذلك بالأهداف الاستراتيجية الخمسة للجامعة:
- تعزيز جودة التعليم والتعلم
- رفع جودة الحياة الجامعية
- تمكين الطلبة
- تعزيز الابتكار والمسؤولية المجتمعية
- تطوير منظومة التحول الرقمي
واختتم رسالته قائلاً:
"أبنائي وبناتي… أنتم شركاء في صناعة المستقبل. وقصص نجاحكم ستظل أعظم دليل على أن الفرص عندما تُمنح بعدل، تُثمر تميزًا، وتبني وطنًا أقوى، وجامعة أكثر إشراقًا."
وفي ختام الاحتفال، كرّم سعادة رئيس الجامعة عدداً من الطلاب المتميزين في المجالات العلمية، والرياضية، والتطوعية:
- الطالب فارس بن عبدالله الزارع لتميزه الأكاديمي
- عبدالإله بن ناير العنزي – تميز في العمل التطوعي
- خلف بن محمد الرويلي – تميز رياضي
- مساعد بن قاطن الرويلي – مشاركته البارزة في فعاليات يوم الإعاقة
عكس هذا الاحتفاء مكانة الجامعة المتقدمة في دعم الشمولية، وتقديم خدمات تعليمية وإنسانية متكاملة، وبناء بيئة جامعية تُعلي قيمة الإنسان، وتفتح آفاق التميز أمام كل طالب، في إطار استراتيجية طموحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتُترجمها واقعًا ملموسًا.


