الإعجام والدلالة المجازية
Abstract
لعلّ الإعجاز اللغوي الذي وُصفت به اللغة العربية لم يكن مقتصرا على اللفظ فحسب ،بل تجاوز ذلك فتجلّى في أشكال الدلالة المختلفة التي قد يُعبِّر عنها اللفظ منفردا أو مركّبا بعد أن تضافرت القرائن السياقية الأخرى للتدليل عليه ،ولأنّ العربية قد لازمها البيان والإفصاح فسمِّت عربيةً ،ألحّت الضرورة على التخلّص من ظاهرة قد تطعن في سمة البيان التي خُصّت به عربيتنا ،وهو كون حروفها بدايةً مُعجمةً ، حتى جاء نصر بن عاصم بتنقيط الإعجام الذي ميّز به الحروف المتشابهة بعضها عن بعض ،وهذه أوّل بوادر التغيير ،و بعد اتِّساع رقعة الإسلام تجاوز الإعجام حروف الكلمة ليصل إلى المفردة والتركيب ،وذلك بعد دخول غير العرب في الإسلام وبعد مخالطة المسلمين من العرب لغيرهم من العجم ،فانتشر اللحن ،ومخافة على القرآن بدأت الدراسات اللغوية في شتى المجالات وإن كانت في بدايتها قد انطلقت من مرحلة واحدة ،ألا وهي جمع اللغة وفق شروط مكانية وزمانية معينة ،أي بتحديد قبائل بعينها تُجمع منها اللغة وذلك بدءًا من العصر الجاهلي إلى الصدر الأول من العصر العباسي.