بقاءُ الحُكْمِ بعد زوال علّته الأصلية أو دُوْنَها: دراسة صرفية تطبيقية
Abstract
الملخص:
فكرة هذا البحث تدور حول العلاقة بين العلة والحكم، فلا يخفى ما للعلة من أثر في الحكم، فهي الباعثة عليه والمؤثرة فيه؛ ومن ثَمّ يدور الحكم مع علّته وجودًا وعدمًا، غير أن هناك مسائل صرفية خرجت عن هذا الأصل، بَقِيَ فيها الحكم مع زوال علته أو دُوْنَها، وأول من أشار إلى هذا ونَبَّهَ عليه من اللغويين ابن جني في كتابه الخصائص 3/157، حيث ترجم له بقوله: "باب في بقاء الحكم مع زوال العلة".
والهدف من البحث الوقوف على تلك المسائل التي خالفت هذا الأصل، وبيان مقاصد الصرفيين فيها.
ومشكلة البحث التي حاولت الإجابة عنها: هل بقاء الحكم بعد زوال علّته دليل على فساد العلة وَوَهْنِها؟ وما مقاصد الصرفيين في بقاء الحكم بعد فَقْد علته؟
واتّبعت المنهج الوصفي القائم على تتبّع تلك المسائل وتحليلها، ثم بيان مقصد الصرفيين في بقاء الحكم بعد زوال علته الأصيلة.
وكان من أهم النتائج التي خلصت إليها: أن زوال الحكم بزوال علته متوقّفٌ على كون العلة تامة قطعية مؤثرة، فينتفي الحكم إذا زالت علته، وما عدا ذلك فيجوز بقاء الحكم برغم زوال علته إذا كانت علته ظنية. وأن الصرفيين حملوا بقاء الحكم مع زوال علته الأصيلة على مقاصدَ عامّة خلفت العلة الأصيلة للحكم، كالأخذ بالاستحسان، وطرد الباب على سنن واحد، والاستخفاف، وأمن اللبس، والحمل على الكثير، وتقوية الشبه بين النظيرين، والطارئ لا يزيل حكم الثابت.
ثم أوصى البحث بدراسة الفكر اللغوي لابن جني -وخاصة ما تفرد به- في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة.