خُطْبَةِ النَّبِيِّ ﷺ عَامَ الفَتْحِ دراسة أصولية تطبيقية
Abstract
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فهذا البحثُ بعنوان: "خطبة النبي ﷺ عام الفتح دراسة أصولية تطبيقية"، وهو بحثٌ يهدف إلى جمع الشواهد الدالَّة على المسائل الأصوليَّة من الخطبة، وبيان أثر تلك المسائل في إظهار الحكم الشرعيِّ من تلك الشواهد؛ ليتحصَّل بذلك إثراء القواعد الأصوليَّة بالشواهد والأمثلة الدالَّة عليها.
وقد قسَّمتُه إلى: مقدِّمة؛ ذكرتُ فيها أهداف البحث، وأهميته، والدِّراسَات السابقة فيه، وخطة البحث، والمنهج الذي سأسيرُ عليه، ثم تمهيدٍ؛ ضمَّنته التعريف بمفردات العنوان، وذكر نصِّ الحديث الوارد في الخطبة. ثم تلاه خمسة مباحث؛ كان الأول: في تطبيقات الحكم الشرعيِّ. والثاني: في تطبيقات الأدلَّة. والثالث: في تطبيقات الدّلالات. والرابع: في تطبيقات التعارض والترجيح. والخامس: في تطبيقات الاجتهاد.
وخلُصتُ إلى أهميَّة دراسة النصوص الشرعيَّة دراسةً أصوليَّةً تطبيقيَّةً؛ لأنَّ بها تخرج القاعدة الأصوليَّة من التنظير إلى التطبيق، ومن خلالها يدرك الدارس أسباب الخلاف بين العلماء- رحمهم الله-، كما أن بها تظهر عناية المحدثين والأصوليين- رحمهم الله- بالتطبيق الأصولي في النصوص الشرعيَّة، وفيها إثراءٌ للقواعد الأصوليَّة بالأمثلة والشواهد الدالَّة عليها، فقد حوت الخطبة على إحدى وخمسين مسألة أصوليَّة، أما الشواهد فهي أكثر من ذلك؛ لاحتواء جُلِّ المسائل على أكثرَ من شاهد. ومن خلالها يحصل الدارس على إدراكٍ جازمٍ بأنَّ علم الأصول مستمدٌّ من الأدلَّة الشرعيَّة، فهو لم يوضع عبثًا، أو بطريق الهوى، وفي هذا ردٌّ على المشكِّكِين في هذا العلم، ودحض لآراء المطالبين بالتخلية بينهم وبين النصِّ.