منهج السُنَّة النبوية في سدِّ الذرائعِ المفضية إلى البدعة دراسة أصولية تطبيقية
Abstract
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على النَّبي المصطفى ﷺ، وبعد:
فهذا البحثُ بعنوان "منهج السُنَّة النبوية في سدِّ الذرائعِ المفضية إلى البدعة دراسة أصولية تطبيقية"، وهو بحثٌ يهدف إلى الوقوف على جملةٍ من النصوص النبوية التي حذَّر فيها النبي ﷺ من الابتداع في الدين؛ في العبادات العملية خاصة؛ كالصلاة، والصيام، والحج، وغيرها، معلِّلًا ذلك بمضمون قاعدة سد الذرائع، ومعرفة أثرها في سدِّ باب البدعة.
وقد قسَّمته إلى: مقدِّمة؛ ذكرتُ فيها أهداف البحث، والدراسات السابقة فيه، وخطة البحث، والمنهج الذي سأسير عليه، ثم تمهيدٍ؛ ضمنته التعريف بمفردات العنوان، وما يتعلَّق بها من أحكام. ثم تلاه مبحثان؛ الأول: في النصوص النبوية التي حرَّمت إنشاء البدعة ابتداءً. والثاني: في النصوص النبوية التي منعت الوسائل المفضية إلى البدعة.
وخلصتُ إلى أنَّ النبي ﷺ حَرِصَ أَشَدَّ الحرص على أن يعبدَ الله –سبحانه وتعالى- بما أمر، وأن يتقرب إليه بما شرع، من غير زيادة ولا نقصان، وسدَّ باب الابتداع في العبادات الشرعية والوسائل المؤدية إلى ذلك من خلال بيانه وتعليمه، ونتجَ عن ذلك أنَّ الابتداعَ في العبادات الشرعية لا يخلو من حالتين: الأولى: أن يكون في إحداث عبادة لا أصل لها وقد بيَّنتهُ في المبحث الأول. الثانية: أن يكون في الزيادة على العبادة، أو تغيير صفتها، أو تخصيصها بوقت أو زمن لم يأت به الشارع وقد بيَّنتهُ في المبحث الثاني. وتبيَّن أنَّ فتح الذرائع في العبادات الشرعية والدعوة إليه، مناقض لمقصود الشارع من تحريمه البدعة وسدِّهِ الذرائع المفضية إليها. وأنَّ السُنَّة النبويَّة اهتمَّت ببيان كثير من الأمور الشرعية، من خلال ربطها بالأدلة العقلية، وفي هذا بيانٌ لأهميتها وأهميَّة ما بينته.