صورة الغنى والفقر في كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة دراسة نقدية
Abstract
جاء بحث "صورة الغنى والفقر في كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة دراسة نقدية" في مقدمة وتمهيد ومبحثين، أحدهما يخص الشعر، ويختص الثاني بالنثر، ثم خاتمة، ففهرس المصادر والمراجع، وجاء الختام بفهرس الموضوعات.
ويتسم الحديث عن الغنى والفقر بأهمية كبيرة؛ إذ لا يخلو حديث الشعراء والأدباء من تناولهم لهذا الأمر، بل يمتد ليشمل أحاديث الناس العادية، ومرجع ذلك إلى أهمية المال في النفوس، ومدى تعلقها به.
وقد انمازت اختيارات ابن قتيبة بتعدد نظرات الشعراء والأدباء للمال، فمنهم من أقام نظرته للمال متخذا الحكمة سبيلًا لذلك، ومنهم من عُني بسرد عدد من التجارب الاجتماعية، كما نجد كذلك بعض النظرات التي وازنت بين الغنى والفقر، أو امتدحت الغنى، وذمت الفقر، في حين امتدح بعض الشعراء الفقر وذموا الغنى.
ولو رام المتأمل أحاديث الشعراء والأدباء عن الغنى والفقر لوجده يدور حول الغنى المجرد -أحيانا- دون الحديث عن مظاهر الغنى أو أسبابه، والأمر نفسه مع الفقر دون التجرد للحديث عن أسباب الفقر، وقد أبدع الشعراء في أسباب امتداح الفقر إذ عمدوا إلى دعم آرائهم بالحجة والبرهان، واتسمت النماذج التي تخيرها ابن قتيبة لإبراز صورة الغنى والفقر بالتنوع بين الشعر والنثر، ولم تخل كذلك من سرد لبعض أحاديث الناس عن الأغنياء وأحوالهم، والفقراء وأحوالهم؛ ومن ثم تباينت رؤى الشعراء والأدباء في الغنى، فمنهم من جعله سببًا في السيادة، ومنهم من رامه طريق السعادة، ومنهم رآه سببًا في دفع أي منقصة قد تلحق صاحبها، ومنهم من أرجع استماع الناس إليه بسب المال، وهناك من جعل الغنى والفقر مما قسمه الله بين عباده فلا حيلة للغني في غناه ولا للفقير في فقره، ولــــكــــــن أحـاظٍ قسّمــت وجــــدودُ.