رؤى البارودي النقدية من شعره
Abstract
هدفت هذه الدراسة إلى إبراز رؤى البارودي النقدية من خلال منجزه الشعري، وهو بعد يكاد يكون مطمورا ؛ خاصة أن من تناولوا البارودي في دراسات سابقة تناولوه من خلال منجزه الشعري الذي عرف به شاعرا، مستظهرين منه الأغراض وما يتخللها من فنيات، ولم يشيروا إلى ما لديه من رؤى نقدية عديدة بثها في شعره، باستثناء بعض الإشارات الخواطف التي تكاد تكون قبسة العجلان أو نهلة الظمآن،
ومن ثم فإن قراءة شعر البارودي واستخراج الأبيات والقصائد التي تشكل مجموع رؤاه النقدية حول الشعر في ضميمة واحدة يعد تغريدا جديدا طريفا، وإبرازا لهذا الجانب الذي أراه – من وجهة نظري- غير مطروق من قبل.
وقد التزمت الدراسة المنهج الوصفي الذي روعي فيه رصد هذه الرؤى المنضوية في المباحث الخمسة مع الاستعانة في كثير من الأحيان بالمنهج الفني في تحليل مفردة من مفردات رؤية معينة على مستوى بيت بعينه أو مجموعة أبيات تشكل تلك الرؤية.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هذه الرؤى- وقد احتلت مساحة لا بأس بها من القصيدة لديه- لا تعدو أن تكون مجالا رحبا للتعريف بنفسه وإلقاء الضوء عليها من خلال الفخر بشعره، أو مجالا خصبا لصوغ المفاهيم النقدية الخاصة عن الفن الشعري والكشف عن النموذج الأمثل للشاعر الذي يريد أن يبذ أقرانه، كما أن بعضها جاء في شكل وصايا شعرية أراد البارودي أن يزجيها للشعراء المعاصرين له، كذلك لا نعدم أن نجد بعضها أشبه بالبيان الشعري الذي يصوغ المبادئ الأساسية لفن الشعر، وأخرى أشبه بالإشارات المكرورة داخل قصائده مما يدخل في باب الشعر الشارح.