المستجدات الفقهية في الطلاق
Abstract
فإن مما يميِّزُ شريعة الإسلام عن باقي الشرائع أنَّها شريعة كاملة شاملة؛ فهي كاملة في نفسها، لا نقص فيها، ولا تحتاج لغيرها في أي قضية من القضايا أو نازلة من النوازل، وهي شاملة لكل المكلفين، وفي كل ما يحتاجون إليه في عمارة الدنيا والقيام بالمهمة الموكلة إليهم. فلا تكاد تخلو حادثة عن حكم لها في الشريعة، وذلك في جميع الأعصار والأمصار.
وقد نظَّمت الشريعة الإسلامية العلاقة بين العبد وربه، وبين العبد ونفسه، وبين العباد بعضهم البعض، ومن جملة الأمور التي نظمتها الشريعة أحكام الطلاق، فقد نظَّمت الشريعة هذه الأحكام وأعطت كل ذي حق حقه، ولما كانت هذه الأحكام متعلقة بحياة الناس، وحياة الناس غير جامدة بل متطورة، جدَّتْ مسائل كثيرة لم تكن موجودة في الأزمان السابقة، واقتضى ذلك بحث هذه المسائل لمعرفة حكمها الشرعي.
وقد حاولتُ في هذا البحث أن أبحث أهم المسائل المستجدة في باب الطلاق، وأنظمها في سياق واحد تحت مظلة هذا البحث، خاصة أن الكثير منها ما زال بحاجة إلى مزيد بحث وتمحيص.