بنية الخطاب النموذج في تفسير ابن عاشور
Abstract
تتمايز الخطابات فيما بينها على اعتبارات كثيرة ،منها الأغراض ،ولأنّ الأغراض – أعني المعاني - تدور في النفس بدايةً ،لتتحقّق بعدها في ملفوظات صحيحة فصيحة تربط بينها علاقات نحوية ،وقد روعيت فيها الشروط البلاغية ،فإنّ تنوّع تلكم الخطابات يكون إمّا :بتنوّع في المعاني التقسيمية والمعجمية للكلم من جهة ،وبتنوّع لجهات التعليق فيما بين الكلم من جهة ثانية ،وبتغيّر في أشكال توزيع الكلم من جهة ثالثة ،لهذا عكف اللغويون حديثا استفادةً ممّن تقدّمهم على رصد البنية القارة لكل نوع من الخطاب في ضوء نظرية النحو الوظيفي ،ليرصد هذا البحث ما توصّلت إليه هذه النظرية في ثنايا تفسير ابن عاشور ؛إثباتا للبنية الأنموذج لكل خطاب في القرآن الكريم بوصفه معجزا بيانًا وعلمًا من جانب ،وإبرازًا للمنحى الوظيفي الذي انتهجه ابن عاشور قبل نقل أسس نظرية النحو الوظيفي إلى المغرب العربي ،بجُهد من اللغوي المغربي أحمد المتوكل أواخر القرن المنصرم من جانب آخر.