بنية التعجيب في القرآن الكريم
Abstract
كثيرا ما تصادفنا أحوالٌ نقف إزاءها مذهولين منفعلين إنْ حبا وإن ْكرها ،فيصدِّقها اللِّسان ؛لتظهر تلك المشاعر في تراكيب إفصاحية عُرفت في علمي البلاغة والنحو بأسلوب التعجب ؛ تكفّل أوّل هذين العلمين ببيان أغراض التّعجّب في تراكيبه الأصلية والمنزاحة ؛ وقد اعتنى النحو التعليمي بالأصلية منها ؛فوصف قوالبها القياسية و السماعية ،وبقي تقنين المُنزاح منها مُوعَزا إلى النحو الوظيفي لارتباطه باستعمال اللغة ، سمح هذا الاستعمال بأن تُوظَّف بعضُ بُنى التعجّب في إثارة انفعال الآخر بدل الإفصاح عن انفعال النفس ،فظهر مصطلح هو سليل التعجب وُصف بالتّعجيب ،وقد حظي باهتمام كبير في هذا البحث لانعدام الدراسات حوله أوّلا ،ولتشعّب بُناه ثانيا ؛ فمنها ما يشترك فيه مع التّعجب ،ومنها ما ينفرد به وقد غفل عن ذكره النحاة ، لهذا حاولنا الكشف عن ظاهرة التعجيب في القرآن لإعجازه البياني ،وسَبرُ أغواره هو الوصول إلى البنية النموذج لهذه الظاهرة.