إشكالية المنحوت اللغوي في الفصحى الحديثة واللهجة الجزائرية-أتطور حضاري أم تساهل في الوضع؟
Abstract
تنبني الكلمات في العربية الفصحى وفق قوانين صوتية وصرفية قد اجتهد لغويونا في وضعها حفاظا على لغتنا من كل تحريف ،ولا يعني صنيعهم هذا أنّهم قد أهملوا السماع وهم يعكفون على التجريد والقياس ،بل كثيرا ما رجّحوا كفّة الاستعمال (أي التداول وهو من السماع) على الجانبين الآخرين (أعني الجانب الصوتي والجانب الصرفي) ،وإن لم يكن المُستعمل حينها خفيف التلفّظ بيِّن الأصل كما هو الحال في موضوع الدراسة ،فمن هذه الفجوة يمكننا الحديث عن الكلمات المنحوتة لأنّها غالبا ما تكون مُستثقلةً ،ولربما يمكن ردِّ هذا الثقل إلى انعدام القاعدة لسبك هذه الكلمات ،وقد تبدو المسألة أكثر تعقيدا عند الحديث عن إشكالية تحديد الكلمات الأصول للّفظ المنحوت في اللّغات الدّارجة ،ومنها اللهجة الجزائرية التي يراها الإخوة من العرب أصعب لهجة وأبعد اللهجات العربية عن اللغة الأم ،ويمكن رد قولهم في هذا البحث باستجلاء الكلمات الفصيحة المتضمّنة في المنحوت اللغوي في اللغة المعاصرة بدايةً ،و بعد ذلك في لهجة أهل الأغواط (وهي من اللهجات الجزائرية) ،لنلحظ أنّ الكلمات المنحوتة تغطي كغيرها من الكلمات الفصيحة استعمالات معيّنة ، وتعكس جانبا مهمّا من تمسّك المجتمع الجزائري بالهوية العربية وإن ساير التسارع الحضاري .