الدوال الفعلية في اللغة العربية -دراسة في المكوِّنين الفكري والتبادلي)
Abstract
ألِفنا في تدريسنا للنحو العربي حالة الرهاب التي قد يصابُ بها الغالبية من الطلاب عند تلقينهم إياه ،وعند تحليلي للظاهرة بوصفي مدرِّسةً ودارسةً –قبلُ- لهذا العلم ، لاحظتُ أنّ المتعلِّم للّغة العربية المبتدئ قد يُركِّز على القاعدة النحوية أو الصرفية بمعزل عن سياقها اللغوي والحالي ؛فكأنّ اللغة العربية الفصحى عنده هي غير اللغة المستعملة بمسمياتها المتعدِّدة؛ من لهجة إلى لغة يومية ،إلى غير ذلك ،وما هي في الحقيقة إلا وجه من أوجه تطوّرها ،والعجيب في الأمر أنّ مسمّى اللغة (العربية) يُبين عن الإفصاح الذي قد لا يتحقّق بالدِّقة نفسها في اللغات الأخرى ،وهو من الإعجاز البياني ،فإذا علمنا أنّ الإبانة عن مكنونات النفس وظواهرها بهذه اللغة ،قد يكون بكلمات ذات دلالات حقيقة ،وهو الغالب في اللغة لتحقيق التواصل ،وقد تصل المعاني في قالب مجازي ؛بخروج بعض الكلمات عن أصل دلالتها استعانةً بالسِّياقين اللغوي والحالي ،وعليه يتّضح أنّ فهمنا للغة لا يستند على الكلمات المنفردة ،بل بالرجوع إلى الجملة أو النص في أحايين كثيرة لتحديد الوظيفة النحوية لهذه الكلمات ،ومن ذلك ما تمّ اقتراحه في هذا البحث لتتبّع الدوال الفعلية استنادا على المكوِّنين الفكري والتبادلي ،وهما من أسس التواصل اللغوي في كلِّ اللغات ،ومنها اللغة العربية موضوع الدراسة ،وعليه سنعتمد على المنهج الوصفي المقارن في تحديد هذه الدّوال ،ليتسنى مقارنتها بمقابلاتها في اللغتين الفرنسية والإنجليزية ؛ لضبط المصطلح وتأصيله أوّلا ،ولتيسير ترجمة هذه الأفعال فيما بين اللغات الثلاث ثانيا.