حديث الشعراء عن السيف في معرض الغزل دراسة وصفية تحليلية
Abstract
لا غرو أن المرأة مصدر من مصادر إلهام الشعراء، إذ تصبو النفس إلى البحث عن الجمال في كل شيء، ولا يخفى أن المرأة أحد مصادر الجمال والإلهام في آن واحد، وللمرأة منزلة خاصة في نفس الشاعر العربي، حيث ضمنها الكثير من أشعاره، بل وخص لها جزءًا من قصائده، ومن ثم بلغ شعر الغزل مبلغًا كبيرًا في الشعر العربي، وأما السيف فهو مبلغ عزة العربي، ومصدر قوته، وقد استطاع الشاعر العربي أن يقيم علاقة بين السيف والمرأة في شعره، لما لهما من مكانة طاغية في نفسه، فالسيف هو مصدر القوة وأحد طرائق الحفاظ على المرأة، والمرأة لها في قلبه مكان مكين؛ ولذا فقد غلب سيف المرأة سيف العربي، وامتدت الغلبة ليكون سيف المرأة أمضى في حال استلاله من غمده أو بقائه فيه، والمتأمل في الشعر العربي على امتداد عصوره يجدهم ضربوا بسهم هذا اللون من الشعر في كل العصور، ابتداء من العصر الجاهلي، ثم عصر صدر الإسلام، فالعصر العباسي، والعصر الأندلسي، والعصر المملوكي، وانتهاء بالعصر الحديث، وقد نوع الشعراء حديثهم عن السيف في مشاهد الحب فضمنوه قصائدهم، وأفردوا مقطوعات لذلك، بل امتد الأمر ليكتفي الشاعر ببيت واحد يرسم فيه مشهدي السيف والحب في آن واحد، وبلغ من عنايتهم وتجويدهم لهذه الصور أن أخلصوا بعضها لمشهدي السيف والحب، أو جعلوها جزءًا من الصورة الكلية بأن جاءت صورة السيف في معرض الغزل جزءًا من الصورة الكلية للمشهد الغزلي.