دور الرتبة في الدرس النحوي عرض ودراسة
Abstract
وتظهر أهمية الرتبة بوضوح في الهدف الذي علل النحاة به دخول الإعراب الكلام؛إذ جعلوا الحركات دلائل على المعاني "ليتسعوا في كلامهم،ويقدّموا الفاعل إن أرادوا ذلك،أو المفعول عند الحاجة إلى تقديمه"( )،فإن العلامة الإعرابية هي التي تتيح الحرية للرتبة،فيتقدم ما حقّه التأخير،ويتأخر ما حقّه التقديم ، مع المحافظة على وظيفة كل منهما.
كما يظهر دورها باعتبارها قرينة لفظية في رفع اللبس عن الجملة عندما تنعدم العلامة الإعرابية ، فيُستعاض بها عن العلامة الإعرابية في توضيح الباب النحوي ، كوجوب تقديم المبتدأ على الخبر ، والفاعل على المفعول ، عند خفاء الإعراب ؛ لأمن اللبس.
ويظهر دورها كذلك في تغيير الموقع الإعرابي لكثير من الكلمات، إذا خالفت موضعها الثابت، فلن تبقى على وظيفتها التي كانت عليها،كما بين الفاعل والمبتدأ،والصفة والموصوف، والمستثنى غير الموجب والمستثنى منه.
ولها دور أيضا في الإعمال والإهمال ، فكثير من العوامل قد اشتُرط لها وضع معين في الجملة،لو خالفت هذا الوضع لأُهْمِلَتْ.
وارتبطت الرتبة أيضا بالتعليل النحوي،فلم تكن مختصة بالتقديم والتأخير للمواضع التي ذكرها النحاة فحسب ، بل كان لها صلة بالتعليل والتوجيه والترجيح .
كما ارتبطت بالتأويل النحوي،حيث عدّت إحدى وسائل التأويل لما تعارض مع القاعدة النحوية من الشواهد،كما حُملت كثير من الشواهد التي خولفت فيها الرتبة الثابتة–عند بعضهم-على ضرورة الشعر.
ولا يخفى ارتباط الرتبة أيضا بالخلاف النحوي بين البصريين والكوفيين ؛ إذ كانت مباحثها تشغل حيّزا من مسائل الخلاف بينهم.