تأملات في قصة ابني آدم في القرآن الكريم
Abstract
تهدف الدراسة إلى إبراز ربط القصة بالأحكام الشرعية الواردة في سورة المائدة من حيث كونها – أي القصة- ترد تمهيداً لما جاء بعدها من حرمة الدمآء وفرضية القصاص ، وجزآء من يحارب الله وسوله والذين آمنوا ويفسدون في الأرض ( كقطاع الطريق واللصوص ) وكل من يخرج على النظام العام ويهدد أمن وسلامة الأفراد والمجتمعات .. إلخ .
وأن القصة تثبت أن الغيرة والحسد يؤديان إلى الاعتداء، وأن ذلك يحدث بين أقرب الناس بعضهم لبعض
ولذلك قال الله تعالى عقب ذكر قصة ولدى آدم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [المائدة: 32] ، كما تهدف إلى ما تقرر من أن القصة القرآنية ترد للعبرة والاتعاظ وليس لمجرد الذكر والتسلية ، وأن القرآن الكريم في خطابه عن الأمم السابقة وأخبار الماضين ليس كتاب تاريخ وقصص إنما هو كتاب هداية وإرشاد .
وعن منهج الدراسة فقد انتهج البحث المنهج الاستقرائي للقصة من خلال الآيات القرآنية التي عرضت لنا الأحداث وبطريقة موضوعية ، والمنهج التحليلي للوقوف على دلالات وإيحاءات القصة في صورتها القرآنية .
ولم يتناول البحث القصة من خلال كتب التواريخ ، ولا من حكايات وروايات بني إسرائيل مما لا وثوق لنا فيها ولا اطمئنان إلى مصدرها فقد دخلها التحريف والتبديل ، كما أعرض عن ذكر تفصيلات وزيادات لا فائدة مرجوة منها.
وقف البحث مع القصة في صورتها القرآنية الحية الباقة أبد الآبدين نقرأها تعبداً ونعيش في أجوائها مصدقين لها متبعين لما تقرر من أحكامها واقفين مع حكمها السامية الرامية إلى طهارة النفس من مرض الحقد والحسد.