تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أثر اختلاف الحروف في اختلاف المعنى إلى الضد ( دراسة تطبيقية على القرآن الكريم )

Author name : ELHAM ELSAYED ELDOSOKY ELSAYED ELAGAMY
Publication Date : 2017-04-27
Journal Name : كلية اللغة العربية بالزقازيق جامعة الأزهر

Abstract

أثر اختلاف الحروف في اختلاف المعنى
ملخص البحث :
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد:
فإن العربية تتميز -كغيرها من اللغات الإنسانية- بجملة من الخصائص الدلالية، وقد رصد أئمتنا هذه الخصائص ، فأفردها بعضهم بمصنفات وعالجها بَعضُهم الآخر أبوابًا وإشارات في ثنايا مصنفاتهم المتعددة .
ويُعَدُّ كتابُ « الخصائص» للشيخ ابن جني - رحمه الله-، واحدًا من الكتب المهمة التي جمعت قدرًا صالحًا من الخصائص الدلالية للغة العربية ، ولم يكن له فضل السبق في ذلك، بل سبقه الخليل بن أحمد وسيبويه -رحمهما الله - ، وقد أشار إلى ذلك ابن جني نفسه بقوله : «اعلم أن هذا موضع شريف لطيف, وقد نبَّه عليه الخليل وسيبويه, وتلقته الجماعة بالقبول له والاعتراف بصحته »( ).
وقد ذكر ابن جني الارتباط بين القيمة الصوتية للحرف وقيمته الدلالية، فقال: «فأما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث, فباب عظيم واسع»( ).
وقد مَثَّل لذلك بكثير من الأمثلة، كل منها مزدوجان يتفقان في حروفهما إلا حرفًا واحدًا تقارب اللفظان فيه، وطبيعي أن كل مزدوجين مما ذكر متفقان في معظم المعنى ( بحق اتحادهما في معظم الحروف )، ولا يختلفان إلا بقدر اختلاف الحرفين الذين تقاربا فيهما ، وقد اعتمد ابن جني في بيان الفروق على ما بين الحرفين المتقاربين من تفاوت في المخرج أو الصفات ( ).
فمن الأمثلة التي ذكـرها : خضم وقـضم، وكلاهما يدل على الأكل إلا أن الأول: لأكل الأشياء الرطبة، والثاني: لأكل الأشياء اليابسة، فاختار الخاء لرخاوتها للرطب ، والقاف لصلابتها لليابس ، أخذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث ( ).
وهذه الظاهرة تسمى: تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني ، ولكني لدى مدارستي لبعض المعاجم وخصوصًا معاجم الأضداد، فقد لاحظت ظاهرة جديدة من نوعها ، ووجدت أنها تستحق الدراسة، وخصوصًا أنه قد ورد منها أمثلة في القرءان الكريم .
فقد رصدت أمثلة كثيرة للكلمة وضدها ، وكل منهما يشترك في جميع الحروف إلا حرفًا واحدًا فقط ، ولكن لم يحدث تقارب في المعنى كما في التصاقب، ولكن حدث ما يخالف ذلك تمامًا وهو التناقص في المعنى ، فتقاربت الألفاظ وتناقضت المعاني .
ومن أمثلة ذلك : أَجِلَ وعَجِل :
فَأَجِلَ الشيءُ يَأْجَلُ، فَهُوَ آجِل وأَجِيل: تأَخر، وَهُوَ نَقِيضُ الْعَاجِلِ( ) .
والعَاجِلُ والعَاجِلةُ: نَقِيضُ الْآجِلِ وَالْآجِلَةِ( ).
فقد اتفق اللفظان أجل وعجل في عين الكلمة ولامها واختلفا فقط في فاء الكلمة ، فالهمزة في أجل ،والعين في عجل ، ومع ذلك حدث تضاد في المعنى ولم يحدث تقارب .
ومن أمثلة ذلك أيضًا: رغبًا ورهبًا .
رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً: إِذَا حَرَصَ على الشيْءِ وطَمِعَ فيهِ، والرَّغْبَةُ: السؤَالُ والطَّلَبُ( ).
ورَهِبْةُ الشَّيءَ أَرْهَبُهُ: رَهَباً ورَهْبةً، أَيْ: خِفْتُهُ. وأَرْهَبْتُ فُلَانًا( ).
فهنا أيضًا حدث تناقض في المعنى بين « رَغِبَ» و « رَهِبَ»، مع اشتراكهما في فاء الكلمة ولامها، والاختلاف حدث في عين الكلمة، فقد استخدمت الغين في «رغب» والهاء في «رهب»، وهما متقاربتان في المخرج ، والأمثلة على ذلك كثيرة .
وقد تساءلت كثيرًا: لماذا حدث تناقض في المعنى مع أن اتحاد الكلمتين في جميع الحروف إلا في حرف واحد فقط؟.
فاتجهت إلى البحث عن معنى الحرف المختلف من خلال بعض الكتب التي ذكرت معاني الحروف، لكي أبحث عن السر في اختصاص أجل مثلًا بالهمزة ، وعجل بالعين ، وأيضًا قد أَصِلُ إلى السِّرِّ في ذلك من خلال بيان مخرج الحرف أو صفاته .
فمثلًا: قد استُخْدِمَت الهمزة في « أجل» التي فيها معنى التأخير ؛لأن الهمزة صلبة فهي تعبر عن ضغط ، ويتمثل صوتيًا في تكوين الهمزة بضغط الزمير أثناء خروجه من الوترين الصوتيين في الحنجرة ضغطًا يؤدي إلى انطباقهما وتوقف الزمير ، أو بضغط الزميران انطلاقه من الوترين عند انفتاحهما بعد إغلاق ( ).
ويتبين معنى التأخير من هنا؛ لأن الضغط والتوقف والإغلاق لابد أن ينتج عنهم تأخر .
أما « عجل »: ففاء الكلمة هنا هي العين ، والعين تعبر عن رخاوة جرم ملتحم اتساعًا وامتدادًا ، وذلك أخذًا من قولهم : « عَيَّعَ القوم تَعَيْيعًا : عَيُوا عن أمرٍ قصدوه. ( فهذه رخاوة ضعف ) ( ).
فمن معاني ( العين ) الرخاوة والاتساع والامتداد، فكان من المناسب أن تستخدم العين في (عجل ) التي تدل على السرعة .والله تعالى أعلى وأعلم .
ولما وجدت الأمثلة على ذلك كثيرة جدًا ، مثل: «الغيض والفيض» ، «الغريب والقريب»، «المؤالفة والمخالفة»، «الفظ والفذ»، «الصلاح والطلاح» ، «هبّ وغبّ».
فكان هذا هو الدافع الأساسي لدراسة هذه الظاهرة ، وهي ( أثر اختلاف الحروف في اختلاف المعنى ) وتطبيقها على القرءان الكريم، وذلك إسهامًا في بيان الإعجاز اللغوي القرءان الكريم.
والله ولي التوفيق
الباحثة
إلـهام السيد الدسوقي السيد العجمي
مدرس أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة

Keywords

أثر اختلاف الحروف في اختلاف المعنى إلى الضد ( دراسة تطبيقية على القرآن الكريم )

Publication Link

https://drya.journals.ekb.eg/article_337717.html

Block_researches_list_suggestions

Suggestions to read

HIDS-IoMT: A Deep Learning-Based Intelligent Intrusion Detection System for the Internet of Medical Things
Ahlem . Harchy Ep Berguiga
Generalized first approximation Matsumoto metric
AMR SOLIMAN MAHMOUD HASSAN
Structure–Performance Relationship of Novel Azo-Salicylaldehyde Disperse Dyes: Dyeing Optimization and Theoretical Insights
EBTSAM KHALEFAH H ALENEZY
“Synthesis and Characterization of SnO₂/α-Fe₂O₃, In₂O₃/α-Fe₂O₃, and ZnO/α-Fe₂O₃ Thin Films: Photocatalytic and Antibacterial Applications”
Asma Arfaoui
تواصل معنا