حرفا الاستفهام ودورهما في بيان الجهات الحدثية والزمنية للجملة
Abstract
يعرض هذا البحث لدراسة للاستفهام بالحرف في التركيب النحوي، ويسأل عن دور حرفي الاستفهام في التوجيه الحدثي أو الزمني للجملة العربية، مشيرًا إلى أنهما لم يُنصّ عليهما بوصفهما قرينتين من قرائن الترجيح
في أحد الأزمنة دون غيره.
وقد جاء البحث في مبحثين؛ أولهما في الاستفهام بالهمزة، وثانيهما في الاستفهام بـ "هل". وعرض لأهم آراء النحويين فيهما، والمعاني التي تكتسبها الجملة من الاستفهام بأحدهما. وكيف تتحقق هذه المعاني الجهة الحدثية أو الزمنية بهما؟ إضافة إلى كونهما قد يغلب عليهما زمن دون آخر في بعض صورهما التركيبية التي يدخلان فيها على الصيغة الفعلية تحديدًا. وقد سبق هذين المبحثين الحديث عن موضوع البحث، ومشكلته، وحدوده، ومنهجه، ومصطلحه، والدراسات السابقة فيه.
وقد اتبعنا في هذا البحث منهجًا وصفيًّا تحليليًّا، طبقناه تحديدًا في القرآن الكريم، وسبقناه بعرض آراء النحويين عرضًا مستفيضًا، مبينًا المتفق عليه من آرائهم، مكتفيًا في ذلك برأس كل مذهب، مع بيان الرأي المخالف للجمهور، وتوضيح مدى تأثيره في فهم أبعاد الزمن. ولما كان هذان الحرفان يؤديان كثيرًا من المعاني النحوية فقد اكتفيت فيها بذكر المعنى المؤثر في تخليص الزمن.
وقد توصل البحث إلى عدد من النتائج، كان من أهمها: أن تحديد الدلالة الزمنية للجملة يخضع لقانون التضارب والتغليب، فالأصل في القرينة اللفظية أن تؤدي دلالة زمنية تغلب عليها، لكنه قد يقع التضارب بين القرائن وبعضها البعض في الجملة، فتصير الغلبة لأحدها دون الآخر.