الفطرة والكليات الخمس دراسة مقاصدية
Abstract
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على النّبي المصطفى ﷺ وبعد ..
فالبحث بعنوان الفطرة والكليات الخمس دراسة مقاصديَّة، وهو يهدف إلى بيان معنى الفطرة، وأثرها في إثبات الأحكام الشرعيَّة عمومًا، والكليات الخمس على جهة الخصوص، وهل هي صالحة لتكون أداةً من أداوت الاجتهاد، ودليلًا من أدلَّة الإثبات، وهل لها حُكم وغايات تسعى لتحقيقها وتحرص على المحافظة عليها.
وقد قسمته إلى مقدِّمة، ذكرتُ فيها أهداف البحث، والدراسات السابقة فيه، وخطة البحث، والمنهج الذي سأسير عليه، ثم تمهيد ذكرتُ فيه التعريف بمفردات العنوان، وما يتعلَّق بها من أحكام، ومبحثين كان الأول في حجيَّة الاستدلال بالفطرة في إثبات الكليات الخمس، وضوابط الاحتجاج بها. والثاني في أثرها في تحقيق الكليات الخمس.
وخلصتُ إلى أنَّ الفطرة صالحة لتكون أداةً من أدوات الاجتهاد التبعيَّة، التي يمكن للمجتهد الاعتماد عليها في إثبات الأحكام، يدلُّ على ذلك استشهاد الشارع بها في كثير من المواضع المثبِتَة للتوحيد اعتقادًا، والأحكام تفريعًا، ولها حِكَم وغايات تسعى لتحقيقها، مستقاةٌ من دلالة العقل والشرع، أظهرُها الكليات الخمس.
وضمَّنته جملة من الضوابط التي تضبط الاحتجاج بالفطرة، وتحقق المقصود منها، وختمتُه بذكر جملة من أقوال العلماء- رحمهم الله- المثبِتَة تحقيق الكليات الخمس بالفطرة.