أثر التصريع في تشكيل الصورة الشعرية، مدائح ابن دراج القسطلي نموذجًا
Abstract
لا يخفى ما للاستهلال من مكانة في نفس المتلقي، فهو أول ما يقرع أذن المستمع، ومن ثم أولاه الشعراء والأدباء مزيد عناية، ومن طرائق الاهتمام بالمطالع لدى الشعراء أن جعلوه مصرعًا، وكأني بالقارئ قد عرف قافية القصيدة قبل انتهائه من البيت الأول، حيث يحدث التصريع إيقاعًا موسيقيًا زائدًا على الوزن والقافية، ومن ثم فإن للتصريع دورًا لا ينكر في تشكيل الصورة الاستهلالية والداخلية، ولا مبالغة حين القول إن جل الشعر العربي مصرع.
وقد انبت الدراسة على مقدمة وتمهيد لبيان مفهوم التصريع ومراتبه ثم ترجمة موجزة لابن دراج ومبحثين انقسم من خلالهما التصريع ليكون الأول معنيًا بالتصريع الاستهلالي في ضوء المراتب التي حدها ابن الأثير، فهي ما بين الكامل، وما استقل شطره الأول عن الثاني، والموجه، والناقص، والمعلق، ثم عني المبحث الثاني بما جاء في وسط القصيدة، متخذا السبيل نفسه كما رسمه ابن الأثير. ثم جاءت الخاتمة لتعلن أن المرتبة الثانية من التصريع كان لها الحظ الأكبر والنصيب الأوفر سواء أكان التصريع استهلاليا أم داخليًا، وأن مدائح ابن دراج قد خلت تمامًا من المرتبة السابعة من مراتب التصريع ذلكم الذي جعله النقاد قبيحًا وهو أن يكون التصريع في البيت مخالفًا لقافيته، ثم تحل المرتبة الأولى من مراتب التصريع ثانية في عدد مرات التصريع في مدائح ابن دراج وهو التصريع الكامل.