أنين الفصحى في الشعر المعاصر ـ همزية وليد قصاب أنموذجا
Abstract
واجهت العربية الفصحى في العصر الحديث هجمة شرسة شنها أعداء الإسلام من المستشرقين ، وآزرهم فيها نفر من بني جلدتنا ؛ بغرض القضاء على الفصحى ، والقرآن الكريم ، وتمزيق شمل العرب والمسلمين ، وبتر ما بينهم وبين تراثهم التليد من صلة ، وقد فطن لذلك المخلصون من علماء الأمة وأدبائها منذ ذلك الحين ، فوقفوا في وجه أولئك الماكرين الحاقدين مدافعين عن الفصحى ، مبرزين فضلها ومكانتها وشرفها .
و(همزية) الدكتور وليد قصاب تمثل صوت الفصحى الحزين في شعرنا المعاصر الذي يعكس حالها البائس بين أبنائها ، ويدافع عنها ، ويدعو إلى التمسك بها ، والمحافظة عليها لا سيما في عصر الثورة التكنولوجية الذي نعيش فيه الآن .
وهذه الدراسة قد سلطت الضوء على حياة قصاب ومعالم إبداعه الأدبي ، ثم عرضت نص القصيدة ، وبينت ما حدث فيه من تنقيح وتغيير وزيادة ، ثم تناولت (البناء الفكري في القصيدة) من خلال عرض الأفكار التي دارت حولها تلك التجربة الإبداعية ، مثل : أنين اللغة العربية ، وشكواها عقوق أبنائها ، وفخر العربية ، وتشريفها بالقرآن الكريم ، وضياع الفصحى بجهل أبنائها ، وأمارات ذلك ، وإدراك القدماء فضل العربية دون بعض المحدثين ، ومقومات حفظ اللغة وتراثها ، ثم ثقة العربية ، وعزتها وشموخها .
ثم تناولت (البناء الفني في القصيدة) من خلال الحديث عن العنوان ، والمطلع ، و حسن التخلص ، والختام ، ثم عرضت للتعبير الشعري من خلال دراسة الألفاظ ودلالاتها ، ثم الأساليب وأهم ظواهرها كالتكرار ، والاقتباس والتضمين ، والحكمة ، ثم تناولت التصوير الشعري ، وجاء الحديث عن الإيقاع الموسيقي ختاما لدراسة البناء الفني في القصيدة .
وقد كشفت دراسة (الهمزية) عن مكانة الدكتور وليد قصاب بين كبار شعراء الفصحى الغيورين عليها ، المنافحين عنها بفنهم من أمثال حافظ إبراهيم الذي عبد الطريق بـــ (تائيته) المشهورة لمن خلفه من الشعراء دفاعا عن اللغة العربية ، ومنهم قصاب الذي تأثر بها في (همزيته) ، كما أوضحت الدراسة ـــ أيضا ـــ سمو تجربة شاعرنا ، وصدق عاطفته ، وروعة خياله ، وأصالة فنه ، وتمكنه من أدواته فيها على نحو عكس شعوره بالأسى والمرارة والألم تجاه ما تعانيه لغتنا الفصحى منذ عقود الاحتلال الأجنبي لأقطار العروبة حتى وقتنا الراهن من جهة ، وبما يضمن له تفاعل المتلقي معه ، ومشاركته إياه ما يمور بداخله من مشاعر وأحاسيس من جهة أخرى .