أثر السياق في تغيير دلالة عشرة ألفاظ من سورة مريم أنموذجا
Abstract
الملخص : الحمد لله الداعي إلى بابه ، الموفق من شاء لصوابه ، أنعم بإنزال كتابه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة من عقابه ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أكمل الناس عِلْمًا وعَمَلًا في ذهابه وإيابه، صلى الله عليه على آله وأصحابه ، أما بعد:
فإن من أعظم الخير أن يسعد المسلم بخدمة كتاب الله ، وبيان ما فيه من إعجاز ، وأرجو أن يسهم هذا البحث إسهامًا ولو بسيطًا في بيان هذا الإعجاز، فقد جاء البحث بعنوان « أثر السياق في تغيير دلالة الألفاظ « سورة مريم أنموذجًا ».
فعلم الدلالة له ارتباط وثيق بتوضيح دلالة السياق بأنواعه ، فالتعبير اللغوي وسيلة مهمة ، لا تضاهيها أي وسيلة أخرى ، للدلالة على المعاني النفسية والفكرية ، التي يحاول الناس التفاهم والتواصل حولها ، ولكن هذه الوسيلة التعبيرية تعجز أحيانًا عن نقل المعاني المقصودة بدقة ؛ ذلك لأن المعاني غير متناهية، بخلاف الألفاظ اللغوية المستعملة للتعبير عن هذه المعاني، ومن هنا يستعمل اللفظ الواحد ، أو العنصر الواحد للتعبير عن أكثر من معنى، للتعويض عن النقص الحاصل في الألفاظ بالنسبة إلى المعاني ، ويؤدي إلى هذا الاستعمال إلى ظاهرة الاحتمال الدلالي ، حيث يتردد السامع بين معنيين أو أكثر فيحصل اللبس غالبًا بسبب هذا التعدد الدلالي ، وعليه كان لزامًا تدقيق النظر في ملابسات النص اللغوي ، والبحث على علامات تعيين المخاطب على تحديد المعنى المقصود ، فكانت القرائن السياقية هي تلك العلامات .
وعليه كان للسياق القول الفصل في تفسير النصوص القرآنية وفهم مقاصد التشريع العامة ، والوقوف على جوهر النصوص الأدبية ، ولاسيما في الشعر العربي القديم .
وقد كان سبب اختياري لهذا الموضوع أني وجدت في سورة مريم ألفاظًا كثيرة تتكرر، ولكن بمعاني مختلفة ، وكان للسياق أثرًا بالغًا في تغيير دلالة هذه الألفاظ .
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ، وسعى البحث لإقامة علاقة بين السياق ودلالة الكلمة المفردة ، والتي تكتسب قيمتها الدلالية حينما تستخدم في سياقها المناسب، بغية الوصول للبيئة العميقة للخطاب القرآني .
أما عملي في هذا البحث فيتكون من مقدمة وتمهيد وفصل تطبيقي ، وقد تناولت في المقدمة سبب اختياري لهذا الموضوع والهدف من البحث ، والمنهج الذي سرت عليه في البحث.
وأما التمهيد فقد تكلمت فيه عن أقسام السياق وقرائنه المتعددة .
وأما الفصل التطبيقي: فهو بعنوان: الدراسة التطبيقية لبيان أثر السياق في تغيير دلالة الألفاظ ، فقد اشتمل على :
1- دلالة لفظ ( ذكر) في السورة الكريمة .
2- دلالة لفظ ( رحم) في السورة الكريمة .
3- دلالة لفظ ( آية ) في السورة الكريمة .
4- دلالة لفظ ( سلم ) في السورة الكريمة .
5- دلالة لفظ ( ورث) في السورة الكريمة .
6- دلالة لفظ ( بشر) في السورة الكريمة .
7- دلالة لفظ ( نذر) في السورة الكريمة .
8- دلالة لفظ ( خر) في السورة الكريمة .
9- دلالة لفظ ( قضى) في السورة الكريمة .
10- دلالة لفظ ( سمع) في السورة الكريمة .
11- دلالة لفظ ( خاف) في السورة الكريمة .
12- دلالة لفظ ( وعد) في السورة الكريمة .
13- دلالة لفظ ( كفر) في السورة الكريمة .
14- دلالة لفظ ( مس) في السورة الكريمة .
15- دلالة لفظ ( دعا) في السورة الكريمة .
16- دلالة لفظ ( لسن) في السورة الكريمة .
17- دلالة لفظ ( نادى) في السورة الكريمة .
18- دلالة لفظ ( شقى) في السورة الكريمة .
19- دلالة لفظ ( ولى) في السورة الكريمة .
20- دلالة لفظ ( أتى) في السورة الكريمة .
فهذه الألفاظ ورد ذكرها في السورة أكثر من مرة بمعانٍ مختلفة ، فقد وردت ( خرّ) مثلًا في قوله تعالى : ﴿وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ ، وقوله تعَالى : ﴿خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾، وقد وردت (مَسَّ) في موضعين أيضًا قال تعالى: ﴿يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾، و﴿وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾، وهكذا باقي الألفاظ .
ثم الخاتمة وتشتمل على أهم النتائج التي وصل إليها البحث .
ثم فهرس بأسماء المصادر والمراجع التي اعتمد عليها البحث .
والله ولي التوفيق
دكتورة/ إلهام السيد الدسوقي السيد
مدرس أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة