تقنيات السرد الروائي وخلق الأيديولوجيا
Abstract
يتناول هذا البحث جانبًا مهمًّا من أدوات المؤلف في خلق عالمه الروائي، وهو ما عُرف بتقنيات السرد الروائي، وهذه التقنيات هي في ذاتها ما يحرک الفعل الروائي، وتتوزع بين القول الروائي، والمتخيل الروائي نفسه. وتظهر هذه القوى المحرکة لعملية السرد عند المؤلف نفسه، أو الذات التي يخلقها المؤلف في عالمه، من الراوي والشخصية. وأبرز هذه التقنيات في نظرنا التي تؤثر في بث أيديولوجيات المؤلف أو -لنقل أيديولوجيات السرد- تظهر في تدخل المؤلف في عملية السرد، والتدخل نفسه يظهر في کل الأعمال الروائية، غير أنه يتفاوت في درجته من ناحية، وفي الموقع الذي يخرج منه هذا التدخل من ناحية أخرى. والکتاب مختلفون فيما بينهم في درجة التدخل بحسب ما يتيحه المؤلف من مسافة بينه وبين الذات الفاعلة في عملية السرد، فالمسافة بينه وبين راويه تحکم هذا التدخل، وکذلک بينه وبين شخوصه، أو بينه وبين قارئه. والتقنيات الأخرى غير التدخل تمثلت في نوعين؛ الأول: سرديات النص والنص الموازي، والآخر: خطاب النص والنص الموازي. ويدخل في النوع الأول تغيير ضمير السرد، والحوار، وتعدد الأصوات واختلاف المنظور، والعنوان، والتمهيد، والتعليق. ويدخل في النوع الثاني تيار الوعي وخطاب الذات، وخطاب الهوامش، وخطاب المحايثة، وخطاب التعتيم.