الخطأ في فهم اللغة وأثره في الانحراف في التفسير
Abstract
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..
فهذه الدراسة تأتي في بيان التفسير اللغوي وأهميته، وضرورة العناية بمعرفة قواعد اللغة العربية ضماناً لسلامة التفسير، وتبرز أن الجهل بدلالات ألفاظ القرآن، أو حملها على غير معهود لغة العرب مدعاة للخطأ والخلل في فهم معانيه، وكما أن التفسير الناشئ عن رأي فاسد أو بدعة منكرة من أسبابه الجهل بالشريعة وأصولها؛ فمن أسبابه أيضاً الجهل بقوانين اللغة العربية وقواعدها.
وعن المنهج المتبع في البحث: فحسب طبيعة الموضوع ومسائله، ففي ما يتعلق بتحرير القواعد والأصول التي وضعها المحققون لطالب التفسير، (التحليلي)، وفي ما يتعلق برصد ظاهرة الخطأ في التفسير، ومنشأ الخطأ (الوصفي)، وفي الاستشهاد على الاتجاه اللغوي المنحرف في التفسير (الاستقراء الجزئي).
ومن أهم التساؤلات التي تطرحها الدراسة: ماهي دوافع تسرب الخطأ إلى التفسير؟ وما منشأ ما نسميه بالانحراف في التفسير؟ وما واجب العلماء أمام هذا الضعف الذي تسلل إلى رحاب تفسير القرآن الكريم. وحاصل الجواب على هذه التساؤلات أن من أسباب الخطأ والانحراف في تفسير القرآن الجهل أو الغفلة عن دلالات ألفاظ القرآن وتراكيبه وأساليبه المعهودة في لغة العرب والتي بها نزل، كما أن بدافع التعصب وغلبة الهوى، وبما لا يستقيم لغة ولا شرعاً يقع الحيف والاحتيال في التفسير، وواجب العلماء بيانه للناس.
وتناول البحث: التعريف بالتفسير، وبيان موضوعه، وشرفه، والحاجة إليه، وتحديد المقصود بالتفسير اللغوي، وضوابطه، وما يجب على المفسر أن يلزمه، وما يجب عليه أن يتحاشاه، وعن تسرب الخطأ إلى التفسير، وأسبابه، وعرض بعض الأقوال التفسيرية المنحرفة وتعقبها بردّها.
وانتهت الدراسة إلى ضرورة العناية بتحصيل العلوم والآلات للمفسر، والتي بدونها يقع الغلط وأن الانحراف التفسيري في صوره واتجاهاته اللغوية، وغيرها مازال إلى يومنا هذا مفتوحاً سواء من أعداء الإسلام وخصومه، أو من بين من ينتسبون للإسلام، وتدفعهم الأهواء والعصبيات لذلك، ويلزم التصدي له.