رثاء العلماء والأدباء عند شكيب أرسلان دراسة نقدية
Abstract
يعد غرض الرثاء من الأغراض الموغلة في القدم، فهو وجه من وجوه المدح، غير أن الشاعر الراثي لا يرثي طلبًا للعطاء وإنما يرثي على الوفاء والمحبة، وللرثاء منازع شتى تختلف باختلاف المتوفى، ولرثاء العلماء والشعراء مزية خاصة، إذ ينضاف إلى عظم المصاب ما يتركه العالم أو الشاعر من فراغ في الساحة العلمية والأدبية، وجاءت مراثي شكيب أرسلان للعلماء والأدباء لترسم للقارئ المكانة التي تمتع بها كل واحد من الذين خصهم أرسلان بالرثاء، وهم: أحمد فارس الشدياق، وعبدالله فكري باشا، والعلامة الشيخ إبراهيم اليازجي، ومحمود سامي باشا البارودي، وأحمد بك شوقي، وحملت كل مرثية من المراثي السابقة طابعًا لا تنفك عن صاحبها، ومرد ذلك إلى أن شكيب أرسلان عُني بذكر اسم المرثي بشكل صريح، كما تعدى ذلك إلى الوقوف مع أبرز ما انمازت به الشخصية التي يتحدث عنها، وتفاوتت منازل العلماء والأدباء في نفس شكيب أرسلان، ولاح ذلك من خلال ما قدم به لكل مرثية، ثم ما عرج به عن الشخصية التي يتحدث عنها، والسمات التي وسمهم بها، ولا يخفى ما يحمله عنصر الطول من أثر في نفس القارئ، إذ جاءت مرثية أمير الشعراء أطول المراثي وبلغ طولها ثمانية وسبعين بيتًا، ثم ما سطره الشاعر لشوقي من أوصاف تليق بما تمتع به من مكانة بين شعراء عصره.